المهدي عند اليهود
تأكيد الفكرة الرئيسية.
الإشارة إلى أن أصول المنقذ (المهدي) من نسل إسماعيل عليه السلام.
الاعتقاد بأن الله قد غيب المنقذ ليحفظه لليوم الموعود.
إن اعتقاد أهل الكتاب بظهور المنقذ في آخر الزمان هو من تبشير أديانهم بمهدي أهل البيت عليهم السلام كتبشيرهم بالنبي صلى الله علية وآله، ويدل على ذلك وجود ما يشير في أسفار التوراة إلى ظهور المهدي عليه السلام في آخر الزمان، كما في بشارات العهد القديم: (ابتهجي كثيراً يا بنت صهيون هو ذا ملكها سيأتي إليك عادلاً ومنصوراً)(6).. كذلك جاء النص التالي في أسفار التوراة في إشارة إلى ظهور المهدي في آخر الزمان: (اصعدي أيتها الخيل وهيجي المركبات، ولتخرج الأبطال: كوش وقوط القابضان المجنّ، واللوديّون القابضون القوس، فهذا اليوم للسيد ربّ الجنود، يوم نقمة للانتقام من مبغضيه، فيأكل السيف ويشبع.. لأن للسيد ربّ الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات)(7) وجاء في التوراة في سفر التكوين، الفصل السابع عشر، الآية العشرين، ما ترجمته بالعربية لخطاب الله تعالى: (يا إبراهيم، أنا قد سمعنا دعاءك وتضرّعك في إسماعيل، فباركتُ لك فيه، وسأرفع له مكاناً رفيعاً، وسأظهر منه اثنى عشر نقيباً.... وستكون له أمةٌ عظيمة)(
.. وجاء في الزبور، السفر الواحد والسبعين ما ترجمته بالعربية: (وسيظهر في دولته حجة، ويزيد العدل والقسط، إلى أن يزول القمر، ويحكم من البحر إلى البحر ومن الوادي إلى جميع ما على وجه البسيطة، وتنعطف له العالم)(9) إن الإيمان بظهور المنقذ الغائب كان وما يزال شائعاً لدى اليهود.. يعتقد اليهود أنفسهم بوجـود عشر بقرات تظهر كل منها كنبـوءة أو مقـدمة لحدث معين.. البقرة الأولى ظهرت زمن موسى عليه السلام، والثانية عند دخوله أرض كنعان (أو فلسطين) ثم سبع بقرات حمراوات كإشارة لبناء الهيكل الثاني.. ومنذ ذلك الحين واليهود ينتظرون ظهور البقرة الحمراء العاشرة.. وأسطـورة البقرة الحمـراء بدأت بنص ورد في سـفر العدد بالتوراة.. فاليهود كانوا وما زالوا ينتظرون ولادة بقرة حمراء إيذاناً ببناء الهيكل الثالث ونزول المسيح المنتظر، فهم يؤمنون بأن ولادة بقرة بهذا اللون إشارة من الرب لإعادة بناء هيكل سليمان (مكان المسجد الأقصى) ومقدمة لنزول المسيح المنتظر الذي سيسودون به العالم ويحكمون من خلاله الأمم.. ويبدو أن تسرع اليهود دفعهم لاستعجال ظهور بقرة عاشرة بهذا اللون، رغم اعتراض جمـاعات كثيرة على محـاولة تهجينها عمداً.. وفي عام1997م تناقلت الصحف(10) نبأ ولادة بقرة حمراء في مزرعة بكفر حسيديم رجح كبار الحاخامات أنها البقرة المنتظرة، وفرضوا عليها حراسة مشددة، ونظمت الزيارات للتبرك بها، وأطلقت عليها اسم ميلودي.. وفي ذلك الوقت أثارت ولادة هذه البقرة موجة من الحماس الديني في إسرائيل.. اجتذب معه حتى العلمانيين اليهود.. وكان يفترض أن يتوافق ذبح (ميلودي) مع بدء الزمن الثالث (زمن بناء الهيكل) قبل أن يسحب الاعتراف بها لأسباب غير معروفه من مجلس الحاخامات الأعلى.. والآن غُلاة اليهود ينتظرون ولادة البقرة الحمراء كإشارة إلهيه عاجلة لتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل.(11)
كذلك اليهود يعتقدون بأن (إلياس) قد رفع إلى السماء وأنه سيعود في آخر الزمان لإنقاذ بني إسرائيل، كما أنهم يعتقدون بأن (ملكصيدق) و (ابن العازار) مايزالان في الحياة.. فاليهودي من أي سبط، كان ينتظر مجيء المنقذ الذي يحقق العدل المطلق على وجه الأرض في آخر الزمان.